آخرتك رصاصة وأرميك في أي ترعة" تعذيب موظف باحدى المدارس وتعليقه كالذبيحة 48 ساعة بقسم شرطة الأميرية

كتب- حسين متولى

يبدو أن قسم شرطة الأميرية الذي اشتهر رجاله بممارسة الجباية والبلطجة ضد سكان الركن الشعبي بحي الزيتون ، أقنع بقدراته الفائقة علي قهر المواطنين بتغليب الصمت علي المطالبة بحقوقهم في الحياة الكريمة وسلامة الجسد ، الحقيقة تؤكدها وقائع تعذيب موظف أمن شاب يعمل بمدرسة "ابن رشد" الإعدادية جرت قبل نحو شهرين وسط وتكتمه وأسرته علي كارثة فقدانه القدرة علي الحركة بعد 48 ساعة من التعذيب المتواصل داخل ثلاجة رئيس مباحث قسم الأميرية ورجاله .

كانت الساعة تقترب من الثامنة صباحا حين تلقي " حازم علي مجاهد " حارس المدرسة الشاب – 26 عاما - مكالمة تليفونية من زميله " أبو الفتوح " يؤكد فيها الأخير ضرورة حضوره بعد سرقة أجهزة الحاسب الآلي من معمل المدرسة ، كان " حازم " قد حضر في السادسة والنصف من مساء الخميس 7 فبراير الماضي لاستلام وردية عمله بها ، تأكد من تأمين كل ركن بالمدرسة قبل أن يصيبه شعور بالإعياء اضطر علي أثره للعودة إلي بيته المتواضع بإحدي حارات الزيتون ، ورغم أن المسروقات لم تكن بعهدته الشخصية إلا أن مكالمة جديدة من قسم الشرطة حملت إليه أمرا بالحضور لمكتب رئيس المباحث

حضر معاون المباحث النقيب " معتز الجوهرى " محاطا بعدد من الأمناء ليسبني بأمي وطلب المديرة ليكرهني أمامها علي الاعتراف بالسرقة قبل أن ننتقل جميعا لمقر المدرسة .

ويستكمل حازم، هناك تركت المديرة مكتبها للباشا وجلس علي مقعدها آمرا رجاله بتعذيبي ، كانت المديرة تردد " أنا عاوزة المسروقات .. مش مهم مين الضحية أو المتهم "، كان الباشا رأسه وألف جزمة أني السارق ، ردد المعاون " أنت سرقت الحكومة يا ابن الكلب .. دي أموال عامة مش لعبة .. وحياة أمك حاموتك وآخرتك رصاصة وأرميك في أي ترعة " ، لم أكن أتخيل أن يعتدي موظف علي موظف آخر لمجرد أن الأول يعمل بوزارة الداخلية ، لكن الحقيقة أن وزارة التربية والتعليم وغيرها لا تستطيع التفوه بلفظ يغضب ضابط شرطة ، حتي أن جهة عملي لم تفتح معي تحقيقا إداريا في واقعة السرقة ، أما المديرة فكانت ترد علي صرخاتي بقولها " خلي الحكومة تشوف شغلها " .

ويضيف المجنى عليه:" عادوا بي إلي ديوان القسم ليستجوبني معاون المباحث بشكل غير رسمي وسط قيام رجاله بتوجيه اللكمات لكل جزء بجسدي ، كانوا يجهزونني لرئيس المباحث " هانى عبد الرؤوف" الذي لم يجد ضحية سواي ، كانت ميكروفونات المساجد المحيطة بالقسم تذيع خطبة الجمعة بينما هو يسب لي بالدين ، طلب مني الركوع أمامه علي ركبتي كالكلب ليستجوبني ويده لا تنقطع لكماتها عن ذقني وفمه لأنزف أمامه في حضور مديرة المدرسة . قلت له أن المتهم بريء حتي تثبت إدانته فرد ساخرا " أنت فاهم قانون بقي .. طب وحياة ... أمك .. حاتلبس القضية وتموت من الطحن " ، وطلب الضابط خروج المديرة من مكتبه قبل أن يظلمه وينتزع رجاله ملابسي ويضعوا " الغماية " علي عيني، عدت لأمثل دور الكلب الراكع حسب طلبه بينما يستولي علي كل أوراقي ورجاله يتابعون تعذيبي بأوامره دون توقف

.

ويتألم الشاب ، طلب منهم إحضار الحبل لربطي في حلق غرفة تابعة لمكتبه ، وثقوا يداي من خلفي قبل رفعي لأعلي لتتمزق عضلات أكتافي وتشل حركتي تماما مع استمرار ضربي علي رأسي وجذبني من قدماي ، كان الباشا مستمتعا بالمشهد الذي استمر نحو ساعتين خاصة بعد تورم عيناي وسحق كل جزء بجسدي ، كان معاون المباحث يخلص ورئيسه في توجيه أقوي الضربات إلي وقال لي أحد الأمناء " جسمك الرياضي مساعدك يا روح أمك .. ده المسجل بيموت مننا لو عملنا فيه كده " كان المحتجزون بالطابق السفلي لمبني القسم يسمعون صرخاتي ، قبلت يد رئيس المباحث طالبا العفو من التعذيب بعد أن رأيت " عزرائيل " أمام عيني ، طلبت منه تقبيل حذائه وقال لي " برضه هاتعترف ومش حارحمك " ، أخذته علي قد عقله وقلت له ماشي أنا سرقت بس مش عارف إزاي وأمتي وفين المسروقات

ويضيف ، أنزلني رجاله قبل أن يخرج من مكتبه سلكا ويأمر بتغمية عيني ثانية لتجري كهربتي عاريا في يداي ، ثم طلب مديرة المدرسة التي استعطفتها لتبرئني أمامه فردت " أنا عارفة أنك مش حرامي .. بس عاوزة المسروقات وماليش دعوة .. أنا سليبة الحكومة ترجع حقها بنفسها " ، قلت لرئيس المباحث أن الله في السماء أمر عباده بالتراحم بينهم في الأرض فرد ساخرا " قصدك يا ابن ال ... أن ربنا يعرف الرحمة واحنا لأ !! " ، قلت له أنا إنسان محترم وبريء وشاب جامعي وبكره أبقي محاسب قد الدنيا ، فرد " شكل أمك ما ينفعش بني آدم محترم " ، أمر رجاله بالاستمرار في تعذيبي علي الأرض، وفي المساء تجددت علقة الموت علي أيدي رجاله قبل أن يجري تحرير محضر بواقعة السرقة وإجباري علي التوقيع عليه مرفقا بتعهد مني بإعادة المسروقات بعد أن تبرأ مني مسئول الأمن بالإدارة التعليمية ورفض ضماني

ويواصل ، حضرت " النوباتجية " المسائية لتستكمل حفلة تعذيبي بعدما وجدوا أنفسهم بلا عمل ، وفي الثالثة صباحا اصطحبوني في حملة إلي منزلي لتفتيشه دون إذن قضائي ليشاهدني الجيران وتحدث الفضيحة لأسرتي ، لم يجدوا شيئا هناك وعادوا بي إلي الزنزانة التي تعجب نزلاؤها من بقائي علي قيد الحياة ، خرجت منها للعرض علي النيابة في الصباح ونفيت علاقتي بالسرقة أمام وكيلها الذي أخلي سبيلي بضمان وظيفتي ومحل إقامتي إلا أنه لم يسألني عن تعرضي للتعذيب الواضح علي وجهي ، عدت لقسم الشرطة ليرفض رئيس المباحث تنفيذ أمر النيابة بإخلاء سبيلي ويأمر باستمرار تعذيبي .

ويختتم باكيا:" تدخل أحد أقاربي لدي قيادات القسم لخروجي قبل أن يحملني بعض الأمناء إلي ستوديو مجاور للقسم لتصويري بعد حصولهم علي مبلغ 40 جنيه من أسرتي ، خرجت في الصباح محمولا إلي بيتي لأظل 9 أيام دون حراك ، بعدها حملتني شقيقتي طالبة الحقوق وأحد المحامين إلي النيابة ليباشر وكيلها محمود غطاس سماع أقوالي التي حملت إتهامي لرئيس المباحث ومعاونه وعدد من الأمناء ويحيلني إلي الطب الشرعي ، فيما رفضت مديرة المدرسة اعتماد أجازة مرضية أقرها لي طبيب التأمين الصحي ليجري إنذاري بالفصل من عملي بالتوازي مع تهديد عائلتي وشقيقاتي بتلفيق قضايا حال استمراري في ملاحقة ضباط القسم لأفقد الأمل في الحياة دون عجز، أما وزارة التربية والتعليم التي أتبعها فمازالت نائمة في العسل وكأن مدرسة ابن رشد الإعدادية بالأميرية تابعة لجمهورية الصرب" .

http://www.tortureinegypt.net/node/1704